كتاب تحقيق النصوص ونشرها

تحقيقكتاب تحقيق النصوص ونشرها.... أول كتاب عربي في هذا الفن يوضح مناهجه ويعالج مشكلاته.

تأليف: عبد السلام محمد هارون

الطبعة السابعة

 

بدَأت فكرة تأليف هذا الكتاب لدى الشيخ هارون منذ عام 1950م، بعد أن حصَل على الجائزة الأولى لمجمع اللغة العربيَّة في التحقيق والنشر عام 1950م، وظلَّ يُعاود الكتابة فيه إلى أن اقْتُرِح عليه إلقاء محاضرات في التحقيق على طلبة الماجستير بكلية دار العلوم، فكان هذا الكتاب من تلك المحاضرات.

طبع الكتاب طبعته الأولى عام 1374هـ - 1954م، ثم طبعته الثانية في 1385هـ - 1965م، ثم الثالثة مُصورة عن الثانية، ثم الرابعة في عام 1396هـ - 1976م، وبها زيادات وتنقيحات ظهَرت له في أثناء عمله الجامعي، وأعماله الخاصة في التحقيق وغيره، ثم لَم يُطبع الكتاب إلاَّ بعد وفاته - رحمه الله تعالى.

وقد تقدَّم في ترجمة الشيخ هارون أنه بدَأ نشاطه العلمي- خاصة في مجال تحقيق التراث - في سنِّ السادسة عشرة من عُمره في عام 1925م، وقد تواصَل نشاطه وإنتاجه الغزير، حتى ألَّف هذا الكتاب عام 1954م؛ أي: إنه ألَّفه بعد مُضي نحو ثلاثين سنة على أوَّل تجرِبة له في التحقيق، وإذا أخَذنا في الحُسبان أنَّ أولى تجارِبه قد تقبَّلها العلماء بقَبولٍ حسن - دلَّ على ذلك أنها قُرِّرت رسميًّا على طلاب المعاهد الأزهرية - عرَفنا أنَّ هذه البداية سبَقتها بلا شكٍّ إرهاصاتٌ ومقدِّمات، وتدريبات وتجاربُ أخرى، ويدلُّ ذلك على أنه بدَأ معالجة أمر التحقيق قبل بلوغه السادسة عشرة؛ ومنذ ذلك الحين وهو يُحقِّق ويُدقِّق، ويُخرج لنا من دُرر التراث ومن كُتب الجهابذة الأفذاذ؛ كخزانة الأدب؛ للبغدادي، والبيان والتبيين والحيوان؛ للجاحظ، ومجالس ثعلب، ومقاييس اللغة؛ لابن فارس، والمفضليات، وغيرها.

يقول في مقدمة كتابه: "وأمَّا بعدُ، فهذه ثمرة كفاح طويلٍ، وجهاد صادق، وتجارب طالَ عليها المدى، ساعَفتها عينٌ طُلَعة، ناظرة إلى ما يَصنع صاحبها وما يَصنع الناس، فكان له من ذلك ذُخرٌ أمْكَنه أن يُفتشه ويَبحث في جَنباته؛ ليرى وجه الحقِّ فيما يرى، وأن يُؤلِّف من ذلك كتابًا يَعتزُّ به، ويَغتبط اغتباطًا؛ إذ هو "أوَّل كتاب عربي" يظهر في عالم الطباعة معالجًا هذا الفن العزيز، فنَّ تحقيق النصوص ونشرها".

وهذا يعني أنه ألَّف هذا الكتاب بعد تجارب شخصيَّة كثيرة، وجُهد مُضنٍ في فنِّ تحقيق التراث، مُضيفًا إليها تجاربَ شيوخه وأقْرانه وزُملائه.

 

ونظراً لاهتمام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي في تحقيق الوثائق والمخطوطات ضمن المناهج العلمية والقواعد الصحيحة، فإن مكتبة المركز لا تخلو من هذه الكتب القيّمة مثل "كتاب تحقيق النصوص ونشرها"، والتي تُعنى بشكل رئيسي في هذا العلم النادر. 

 

 

Media