مديريَّةُ الثَّقافة العسكريَّة في عهد الملك الحُسَين بن طلال (1952-1999)

الثقافة العسكريةمديريَّةُ الثَّقافة العسكريَّة في عهد الملك الحُسَين بن طلال 
 (1952-1999) 
"دراسة تاريخيَّة وثائقيَّة"

تتناولُ هذه الطبعة من كتاب "مديريَّة الثَّقافة العسكريَّة في عهد الملك الحسين بن طلال (1952-1999): دراسة تاريخيَّة وثائقيَّة"، الصادر عن مركز التوثيق الملكي الهاشمي الأردني في عمّان، الدورَ الذي مارسهُ الجيشُ العربي، ممثَّلًا بمديريَّة الثقافة العسكريَة في عمليَّة نشر التعليم في الأردن، وهو من إعداد الباحثة شروق الخرابشة.
وهو كتابٌ يتمحورُ حولَ دور المؤسسة العسكريَّة عبرَ مديريَّة الثقافة العسكريَّة في تطوير التعليم، الذي كانت له أهميَّةٌ بالغةٌ ومهمَّةٌ في تحسين مُخرجات التعليم الأردني؛ حيث ساهم العديد من أبناء الوطن في الجيش العربي في تحقيقها. ويتناول الكتاب نشأة مديريَّة الثقافة العسكريَّة منذ إنشاء قسم الثقافة العسكريَّة في الجيش العربي في آب 1952م، كما يتطرَّقُ إلى التطوُّرات التي أدت إلى تحوَّل القسم إلى مديريَّة الثقافة العسكريَّة التابعة للجيش العربي؛ لتختصَّ بالتعليم في المدارس العسكريَّة منذ تشرين الأول عام 1981م، وامتدَّت الدراسة لتسليط الضَّوء بتفصيل وتوسُّع على مختلف الجوانب حتى عام 1999م.
كما يتطرَّقُ الكتابُ إلى الحديث عن مدارس الثقافة العسكريَّة ونشاطاتها والشُّعب التابعة لها، وإلى العلاقات التي ربطتها مع مديريات الجيش العربي المختلفة والمجتمع المحلي والمؤسسات المدنية، فضلًا عن أنَّ الدراسة تناولت بشكل موسَّع علاقات مديريَّة الثقافة العسكريَّة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، وأظهرت الجهودَ التي بذلها القسمُ في محو أُمِّيَّةِ أفراد الجيش العربي وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمعدات الحديثة المستخدمة آنذاك، كما سلَّطت الضَّوءَ على علاقة مديريَّة الثقافة العسكريَّة مع الجهات العسكريَّة الأُخرى ووزارة التربية والتعليم، مع إبراز أهميَّة الأنظمة والقوانين في المديريَّة والمعايير المُعتَمَدَة لقبول الطلبة في مدارس الثقافة العسكريَّة، وهدفت أيضًا إلى فهم الأنشطة التي شاركت فيها المديريَّةُ من خلال المدارس العسكريَّة.
أمَّا في ما يتعلَّقُ بمنهجيَّة البحث، فقد اعتمدت الدراسةُ على البحث التاريخي الوصفي التحليلي؛ حيث جُمِعَت الموادُّ التاريخيَّةُ من مصادرها الأساسيَّة، مثل الوثائق العسكريَّة المنشورة وغير المنشورة، والصُّحف، والمقابلات الشخصيَّة، ثم حُلِّلَتت هذه الموادُّ وصيغت لتقديمها ضمن الدراسة. وشملت الدراسةُ فترةً تاريخيَّةً تبدأ من تأسيس قسم الثقافة في عام 1952، عندما أُعلن الملكُ الحُسَينُ بنُ طلال ملكًا على الأردن، واستمرَّت حتى عام 1999، الذي شهد رحيلَ جلالته وانتهاء عهده.
يُستهل الكتاب بمقدِّمة المؤلِّف، التي يتناولُ فيها أهميَّةَ الدراسة والأُمورَ التي تختصُّ بها، ويتطرَّقُ إلى المنهجيَّة المُتَّبَعَةِ في إعداده، وشرح عن الدراسات السابقة في ذات الشأن العلمي الذي يختصُّ به، كما يشيرُ إلى أهميَّته ومميِّزاته. 
يبتدئُ الكتابُ بفصل أول عنونانه " نشأة الثقافة العسكريَّة وتطوُّرها في الأردن قبل عام 1981م"؛ الذي يستعرضُ الجهودَ العسكريَّةَ في التعليم في مخافر الصَّحراء، والجهود العسكريَّة في نشر التعليم من خلال المدارس العسكريَّة في الفترة بين عامي 1946 و1952، ويسلِّطُ الضَّوءَ على تأسيس قسم الثقافة العسكريَّة في أُغسطس 1952، مُتناولًا نظامَهُ وواجباتِه، والمراحلَ التنظيميَّة التي ارتبطت به مع مديريات الجيش العربي، ويستعرضُ كادرَهُ الإداريَّ والتعليميَّ، وَيُختَتَمُ بفحص علاقة قسم الثقافة العسكريَّة بالمؤسسات الأُخر،. مُقَدِّمًا لمحةً تاريخيَّةً عن واقع التعليم في شرق الأردن واهتمام الجيش العربي بهذا الجانب والاهتمام الذي أولاه الملكُ (الأمير آنذاك) عبدُالله الأول لتشكيل قوّات لحفظ الأمن في منطقة شرق الأردن.
أمَّا الفصلُ الثاني فَوُسِمَ بـِ"إنشاء مديريَّة الثقافة العسكريَّة وإنجازاتها بين عامي (1981-1999)"، وتطرَّقَ إلى العوامل التي أدَّت إلى تأسيس مديريَّة الثقافة العسكريَّة في عام 1981؛ حيث شهدت المدَّةُ بين عامي (1952-1981) تطوُّرًا ملحوظًا في الخدمات التي قدمَّها قسم الثقافة العسكريَّة إلى المدارس التابعة له؛ وذلك نتيجة الازدياد في أعداد المدارس، والمعلِّمين، والطلبة، الأمر الذي تطلَّبَ تطوير قسم الثقافة العسكريَّة من الناحيتين الإداريَّة والفنيَّة لمواكبة التطوُّر في العمليَّة التربويَّة، لِتُعادَ هيكلةُ القسم في تاريخ 15 تشرين الأول عام 1981.
وَيُعَرِّفُ الفصلُ الثاني بأقسام المديريَّة، وهي: شعبةُ الإشراف التربوي، وشعبُة النشاطات التربويَّة وتعليم الكبار، وشعبةُ الإمداد والقوى البشريَّة، وفرعُ الإرشاد التربوي، وفرعُ الامتحانات وشؤون الطلبة، ويبرزُ إنجازات مديريَّة الثقافة العسكريَّة المختلفة، مُرَكِّزًا على نحوٍ أساسي على تأسيس مديريَّة الثقافة العسكريَّة بين عامي (1981-1999) وإنجازاتها بشكل مُسهب ودقيق واستقراء تاريخي معمَّق؛ مما يُظهر الدَّورَ الثقافيَّ والتعليميَّ الذي بذلته مديريَّة الثقافة العسكريَّة ومساعيها الحثيثة في رفع كفاءة طلبتها من النواحي العلميَّة والرياضيَّة والدينيَّة، ويشير إلى أنَّ ذلك حصل من خلال الدورات الخاصةالتي عقدتها المديريَّة، والجهود التي بذلتها في سبيل تهيئة المعلِّم الكفء القادر على إيجاد فئة من الطلبة المتميِّزين، كما يشيرُ إلى أنَّ المديريَّة رُغمَ تركيزها على تطوير النواحي التعليميَّة والثقافية فقد أبدت أيضًا اهتمامًا بتطوير الكفاءات الرياضيَّة والجسديَّة وعقدت المسابقات المعنيَّة في هذا المجال.
وأمَّا الفصل الثالث من الكتاب فَعُنون بـِ "نشأة مدارس الثقافة العسكريَّة وتطوُّرها"، وتناول نشأة مدارس الثقافة العسكريَّة وتطوُّرَها (مدارس الدفاع بحسب ما كان يُشار إليها في الوثائق) في مناطق متفرِّقة من الأردن، مع التركيز على أسباب إنشاء هذه المدارس والشخصيات التي قادتها منذ بدايتها وحتى عام 1999، وتناول أيضًا الأنظمة الداخليَّة المعمول بها في هذه المدارس، وسلَّط الضَّوءَ على الأنشطة التي شاركت فيها المدارس داخلَ إدارة الثقافة العسكريَّة وفي الخارج، كما أبرز أهمَّ المسابقات التي نظمتها مدارس المديريَّة، مع ذكر أسماء الطلبة الذين تمكَّنوا من تحقيق المراكز الأولى في هذه المسابقات، وذكر أسماء هذه المدارس جميعها والمعلومات المتعلِّقة بها، ومن بين هذه المدارس: مدرسة كليَّة الشهيد فيصل الثاني، ومدرسة الحسين الثانويَّة، ومدرسة الثورة العربيَّة الكبرى، ومدرسة الأمير الحسن الثانويَّة، ومدرسة الأمير محمد الثانويَّة، ومدرسة الحسين الأساسيَّة للبنات، ومدرسة الأمير عبدالله الثانويَّة، ومدرسة الجميل الثانويَّة، ومدرسة الرميل الثانويَّة، ومدرسة الأمير راشد الأساسيَّة، ومدرسة الشهيد الملك عبدالله الأول ابن الحسين الأساسيَّة، ومدرسة وادي عربة الثانويَّة، وروضة ومدرسة الملكة علياء، ومدرسة الحسينيَّة الثانويَّة، ومدرسة غرندل الثانويَّة، ومدرسة فاطمة الزهراء الثانويَّة، ومدرسة الأمير هاشم بن الحسين الثانويَّة، ومدرسة الأمير حمزة بن الحسين الثانويَّة. وثد أظهر هذا الفصلُ الدَّورَ مديريَّةَ الثقافةِ العسكريَّةِ البارزَ من خلال مؤسساتها في إبراز الرسالة الوطنيَّة والتربويَّة؛ إذ نظَّمت دوراتٍ ومحاضراتٍ تضمَّنت مجموعةً واسعة من الفعاليات لإبراز الجوانب التاريخيَّة للأردن والهاشميين، وإضافةً إلى المحتوى التربوي والتعليمي المقدم في هذه المحاضرات ساهمت المديريَّةُ في تعزيز المحتوى الثقافي وتوسيعه لدى طلبة مدارس الثقافة العسكريَّة. ولم تقتصر جهود المدارس على هذا النطاق حَسْبُ، بل سعت أيضًا إلى تطوير مواهب الطلبة وقدراتهم من خلال مشاركتهم في المسابقات الرياضيَّة والثقافيَّة التي نظمتها المديريَّة، كما عملت على تعزيز مهارات التعلُّم الجماعي من خلال النشاطات الكشفيَّة، إضافةً إلى الاهتمام الملحوظ من خلال الإرشاد المدرسي بصِّحة الطلبة العقليَّة والنفسيَّة؛ لضمان ملاءمة البيئة التي يعيش فيها الطلبة.
وأمَّا الفصل الرابع من هذه الدراسة فَعُنون بـِ "أثر مديريَّة الثقافة العسكريَّة على الصعيدين الداخليِّ والخارجي"، وتطرَّقَ إلى تأثيرها داخليًّا في الأردن وخارجيًّا في بعثاته الثقافية، وقد قسم الفصل هذه التأثيرات الى نقطتين رئيستين، أولاهما تأثير مديريَّة الثقافة العسكريَّة على الصعيد الداخلي، وتمحور حول الجيش العربي والمجتمع المحلي والمؤسسات المدنيَّة، وتطرَّقَ هذا القسمُ إلى روابط مديريَّة الثقافة العسكريَّة مع مديريات الجيش العربي في سياق وثيق؛ حيث كانت هناك تبادلاتٌ مستمرة للدعم بين المديريات العسكريَّة المختلفة، سواء من خلال المساعدات التي كانت تُقدِّمُها تلك المديريات لصالح مديريَّة الثقافة العسكريَّة أو من خلال الدورات الخاصَّة بمحو الأُمِّيَّة التي نظَّمَتها الأخيرةُ في عِدَّةِ وحدات عسكريَّة تابعة للمديريات الأُخرى، كما أشار الفصلُ إلى أنَّ التأثيرات الإيجابيَّة لمديريَّة الثقافة العسكريَّة لم تقتصر على المديريات العسكريَّة حَسْبُ، بل تجاوزت حدودَها لتشمل النسيج الاجتماعيَّ المحلي الذي تندرج فيه هذه المدارس، وقد شمل تأثيرُها المجتمعيُّ المحليُّ مشاركَتَها الفعَّالةَ في مجموعة من المؤسسات المدنيَّة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وتمثَّلت هذه المشاركةُ في مختلف الأنشطة التعليميَّة والرياضيَّة والعسكريَّة التي نظمتها أو شاركت فيها مدارسُ الثقافة العسكريَّة. أمَّا ثاني النقطتين الرئيستين فتأثير مديريَّة الثقافة العسكريَّة على الصعيد الخارجي، وذلك عبر الإسهاب في الشرح عن التأثير الناتج عن البعثات الثقافيَّة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان؛ حيث إنَّ التأثُّرَ الملحوظ للجيش العربي بشكل إيجابي من التجربة التي قدَّمتها مديريَّةُ الثقافة العسكريَّة قد أدى إلى إثارة رغبة بعض دول الخليج العربي في الاستفادة من هذه التجربة الناجحة؛ وذلك بهدف تعزيز جيوشها وتطويرها، ومن بين هذه الدول ظهرت دولةُ الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان بِوَصفِهِما نموذجين يرغبان في تبنِّي بعض الأساليب والممارسات الناجحة التي اعتمدتها مديريَّة الثقافة العسكريَّة.
كما تطرَّقَ الفصلُ إلى جانبٍ آخَرَ من التأثير الخارجي، هو العلاقاتُ التي بُنِيَت عبرَ التعاون مع الجزائر إبان ثورتها؛ إذ كان الأردنُّ من الدول التي دعمت الجزائر، ولم تتعلَق المساعدات التي قدمت لها بالمستوى المدني فقط بل كان للجيش العربي، ومن ضمنه مديريَّة الثقافة العسكريَّة، دورٌ فعَّال في دعم ثورتها، وتمثَّلَ ذلك من خلال المشاركة في المساهمات الماليَّة التي جرى تقديمُها إلى صندوق الجزائر في عام 1959؛ حيث قدَّمت فِرقُ الجيش العربي مساعداتٍ ماليَّةً بشكل منتظم في كلِّ شهر، تفاوتت قيمتُها وفقًا لرُتب الأفراد العسكريَّة الذين ينتمون إلى الجيش العربي.
ينتقلُ الكتابُ بعد ذلك إلى خاتمة يستعرض فيها الأفكارَ التي وردت فيه وأهميَّة المعلومات المقدَّمة والدَّورَ الكبير والحيوي للجيش العربي ولمديريَّة الثقافة العسكريَّة في بناء الدولة الأردنيَّة ورفدها بالعلوم والمتعلِّمين، وتركيزها على جوانب أُخرى ثقافيَّة؛ معرفية واجتماعيَّة، كان لها كبيرُ الأثر في المجتمع الأردني، والدَّور العروبي الذي حملته واستسقته من الفكر الهاشمي الذي ينير دربَ هذا الوطن. تلا ذلك تقديمُ الكتاب قائمةً بمصادره ومراجعه، ثم فهرس لفصوله، ثم قائمة بالملاحق والصُّور. 
خاتمة الملخَّص:
يُظهرُ هذا الكتابُ الدَّورَ الكبيرَ للجيش العربي الأردني من خلال مديريَّة الثقافة العسكريَّة في المساهمة في العمليَّة التعليميَّة، ونشر التعليم في الأردن وبعض الدول العربية، وذلك من خلال إنشاء مدارس الثقافة العسكريَّة في مختلف المناطق، والحرص الدؤوب على تنمية ميول الطلبة ودعم مشاركتهم في الأنشطة الثقافيَّة والرياضيَّة، كما كان لهذه المديريَّة دورٌ فاعل ونجاح حقيقي كبير في مجال عقد دورات محو الأُمِّيَّة وامتحانات التصنيف الثقافي.
وَيًشيرُ الكتابُ إلى ما ساهمت به مدارسُ الثقافة العسكريَّة في رفع مستوى الثقافة والوعي الوطني، وتأهيل الشباب الأردني للالتحاق بالجامعات والمعاهد العُليا، وإعداد الكوادر العسكريَّة المؤهَّلة علميًّا وثقافيًّا.
وَيُقَدِّمُ الكتابُ هذه المعلومات جميعَها بدعم من مصادرَ علميَّةٍ تُعَزِّزُ الأفكار، إضافةً إلى جداولَ توجد في صفحات الكتاب وفي قائمة الملاحق تُقَدِّمُ أرقامًا ومعلوماتٍ حولَ مختلف النقاط وأسماء المعلِّمين العسكريين والعاملين؛ مما يُثري تجربة الباحثين. كما يحتوي الكتابُ على مجموعة من الصُّور ذات الاهتمام للباحثين والمهتمين؛ مما يبرزُ الجهودَ المبذولة من المؤلِّف في جمع هذه الصور وتوثيقها. 
كما يُقَدِّمُ الكتابُ –فضلًا عمَّا سَلَفَ- العديدَ من الأمثلة الواقعيَّة التي تُبرِزُ الدَّورَ المهمَّ الذي أداهُ به الهاشميون على مدى تاريخ الأردن الحديث، ودعمهم الدؤوب لكلِّ المؤسسات، سواء أكانت عسكريَّةً أم مدنيَّةً، في سبيل تطوير العمليَّة التعليميَّة وتحسينها، وما زلنا اليومَ نشهَدُ جلالةَ الملك عبدالله الثاني يولي تطويرَ العمليَّة التعليميَّة في الأردن جُلَّ اهتمامه، وعلى ذات الخُطى يسيرُ سموُّ وليِّ عهده الأمين الحسين بن عبدالله، الذي يسعى دائمًا إلى تطوير العمليَّة التعليميَّة وأقلمتها مع التغيرات التكنولوجيَّة، وما زال الأردنُّ يتألَّقُ اليومَ منارةً للعلم والمعرفة، مساهمًا في إثراء المشهد التعليمي في العالَم العربي خاصَّةً وفي مختلف أنحاء العالَم عامَّةً.
والجديرُ بالذِّكرِ في هذا المقام أنَّ هذه الدراسةَ لا تُعَدُّ مُجَرَّدَ بحث علمي؛ فقد تجاوز مؤلِّفُها ذلك عبرَ تقديمه هذا الكتاب جاعلاً منه مخزنًا معرفيًّا لمرحلة مهمَّة من تاريخ الأردن في جوانبَ عِدَّة، كما أرَّخَ لمؤسسة أدَّت دورًا كبيرًا على المستوى الوطني في تطوير التعليم لامسه أبناءُ الشَّعب الأردني في حياتهم، وساهم في تشكيل المملكة التي يُعتزُّ بها ويفتخر، كما يُبرِزُ الكتابُ الدَّورَ الذي أدَّتهُ المؤسسةُ العسكريَّةُ في تشكيل وعي عروبيٍّ أردنيٍّ عبرَ مديريَّة الثقافة العسكريَّة، وَتَتَجَلَّى أهميَّتُهُ في أُسلوبه ونهجه العلمي اللذين اتَّبَعَهُكا في حفظ هذا التاريخ وتوثيقه للأجيال القادمة، حتى إنه يُعَدُّ مُحَفِّزًا لنشاطات بحثيَّة قادمة تساهم في حفظ تاريخ الأردن الغني والمشرِّف. وعليه، فهذا الكتابُ مرجعٌ يُعَزِّزُ السرديَّةَ المعرفيَّةَ وَيُغني المكتبةَ الأردنيَّةَ والأرشيفَ الثقافيَّ الوطني.

 

للطلب والاستفسار