" شومان " تستضيف حفل إطلاق تقرير حالة الأرشيف في وزارات الدولة ومؤسساتها

اطلاق تقرير حالة الارشيف

استضافت مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، حفل إطلاق تقرير حالة الأرشيف في وزارات الدولة ومؤسساتها، الذي أصدره مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي لفحص حال الأرشيف الأردني من خلال "مشروع التوثيق الشامل" للوثائق التاريخية، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الدولة الأردنية.
وتحدث في الحفل الذي أقيم في قاعة المنتدى الثقافي في المؤسسة، وتمّ بثّه عبر منصة "زووم" وموقع المؤسسة على "الفيسبوك"، الوزير الأسبق الدكتور أمين محمود، ومدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي وأستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين، والدكتور رائد سليمان من قسم علم المكتبات والمعلومات في جامعة الحسين بن طلال، وأدار الحفل، أستاذ علم الحاسوب بالجامعة الأردنية الدكتور محمد الشريدة.
ويعتبر المشروع باكورة لمجموعة من التقارير التي سيتم إصدارها لاحقاً، وهي الدراسة الأولى من نوعها من حيث الشمولية وتغطية عينة الدراسة على امتداد الوطن، والمواءمة بين الأساليب العلمية والعملية في رصد وتتبع مشكلة الدراسة على أرض الواقع، وتوحيد الطرق لتقييم الوضع العام للأرشيف في جميع وزارات الدولة ومؤسساتها.
وجاء التقرير في خمسة فصول، اختص الأول بعرض الإطار المؤسسي للدوائر والمراكز العامة المعنية بالأرشيف، فيما عرض الثاني الإطار القانوني المتعلق بالقوانين والتشريعات الأردنية والدولية الخاصة بالوثائق والأرشيفات، أما الثالث فشرح منهجية العمل المتبعة، وطرق جمع البيانات والمعلومات بشقيها؛ المكتبي والميداني، كما قدم الفصل الرابع رصدا لأهم التحديات التي واجهت فريق العمل، ثم يدرج مجموعة من التوصيات والحلول المقترحِ اتباعها لتحسين مخازن ومستودعات الحفظ، وتحسين وضع الموظفين والموارد البشرية، في حين يقدم الفصل الخامس والأخير صورا لنماذج من الواقع، تبيّن حالة الأرشيف والمستودعات في مؤسسات الدولة التي تمت زيارتها أثناء إعداد التقرير.
وأشار الدكتور مبيضين الى أهم التحديات والصعوبات التي واجهها فريق العمل، خصوصًا أن العمل تزامن مع فترة جائحة "كورونا" التي قلّصت ساعات العمل في المؤسسات العامة، وفرضت إجراءات احترازية وتباعدًا جسديًا. لكن ذلك لم يمنع من السير قدمًا بالمشروع، وإجراء الدراسة والتقييم والأرشفة على أكمل وجه.
وبين أن التقريرنوعين من التوصيات، تناولت الأولى تحسين مخازن ومستودعات الحفظ والثانية تتعلق بالجانب التنظيمي والإداري.
وحول التطلعات المستقبلية، أكد مبيضين أنه نظرًا للحالة التي وقفت عليها هذه الدراسة من وضع غير مناسب لحالة الأرشيف في أغلب المؤسسات التي تمت تغطيتها أثناء الزيارات الميدانية، فأن التقرير خرج بتصورات مستقبلية تتمثل بعدة خطوات عملية في حال تم تطبيقها فإنها ستكون كفيلة بإنجاز تحسينات واسعة ترقى بالأرشيف الوطني الى المستوى الدولي المعتمد.
وقدم الدكتور أمين محمود قراءات حول التقرير، مثمنًا الجهود المبذولة في أعداده. وأوضح أن الأرشيف يعتبر الذاكرة الوطنية التي يجب الحفاظ عليها من خلال إيجاد البيئة المناسبة لحفظه، وإصدار التشريعات وتطبيقها، ووضع استراتيجية وخطة عمل تنفيذية إضافة الى المتابعة والمساءلة فيما يتعلق بالأرشيف الوطني.
 وأشار الى أن التوثيق ليس مهمة الدولة فقط، بل هي مهمة المجتمع ككل من مؤسسات وأفراد إضافة الى الهيئات المعنية بهذا الشأن، مشيرًا الى أهمية الاهتمام بالتوثيق الشفوي وضرورة جمعه من كافة محافظات المملكة، مستعرضًا بعض الوقائع التاريخية محليًا وإقليميًا، والتي أدت الى فقدان معظم الوثائق العربية الهامة.
الدكتور رائد سليمان أشار الى أهم الانجازات العملية للتوعية بأهمية الأرشيف وادارته بالطريقة الصحيحة في مؤسسات الدولة، مستعرضًا أهم المؤشرات والمعايير التي على أساسها تم تقييم حالة الأرشيف والتي منها أماكن حفظ الوثائق ومدى معرفة المؤسسات بوثائقها وسلامة الوثائق وأمنها والالتزام بعملية استرجاع الوثيقة بالوقت المطلوب ومدى معرفة الكوادر الوظيفية ومؤهلاتهم للتعامل مع الوثائق.
وكان الدكتور الشريدة أشار في بداية الحفل الى أن الأرشيف هو المكان الذي توضع فيه الوثائق التي تتميز بالصفة الرسمية، مثلما هو رعاية الوثائق من لحظة انشائها في الإدارات ومتابعة هذه الوثائق حتى يتقرر مصيرها، موضحًا أن أهمية الوثائق تكمن حسب تصنيفها، حيث تصنف حسب الأهمية أو المصدر أو الموضوع.
وقال إن الأرشيف هو عقل البشرية والدولة والمؤسسة، وبناء عليه يبنى تاريخ الدولة والمؤسسة ويتم اتخاذ القرارات.
وتم في نهاية الحفل الإعلان عن الفائزين بجائزة أفضل أرشيف مؤسسي، والتي تم منحها لأفضل سبع مؤسسات وطنية بناءً على معايير معينة حددها مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، حيث قام الدكتور مبيضين بتسليم ممثلي تلك المؤسسات الشهادات والدروع وهي: رئاسة الوزراء وتسلم الدرع أمين عام الرئاسة أشرف الزعبي، مجلس النواب وتسلم الدرع أمين عام المجلس عبد الرحيم الواكد، وديوان الخدمة المدنية وتسلم الدرع رئيس الديوان سامح الناصر، وبنك تنمية المدن والقرى وتسلم الدرع المدير العام أسامة العزام، والمركز الوطني للبحوث الزراعية وتسلم الدرع المدير العام الدكتور نزار حداد، ودائرة المكتبة الوطنية وتسلم الدرع المدير العام الدكتور نضال عياصرة، ومؤسسة عبدالحميد شومان وتسلم الدرع الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية.
كما قام الدكتور مبيضين بتكريم كل من معاذ عطاالله الدهيسات ومعين الخصاونة ومحمد الصبيحي وأحمد السعيدين وابراهيم عبابنه وسليمان الشقيرات وصالح مسمار، من مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، على جهودهم التي بذلوها في إعداد التقرير.  
والجدير بالذكر أن "شومان"، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
 

ألبوم الصور


 

شارك الخبر