أوَّلُ اتصال هاتفي بين إمارة شرق الأردن ومصر - صحيفة الفتح

مجلة الفتح

ضمن تفقُّد دوري يجريه مركزُ التوثيق الملكي الأردني الهاشمي لأرشيفه من الصحف والوثائق، جرى رصدُ هذا الخبر من صحيفة الفتح، العدد 101 الصادر في 21 حزيران 1928، والذي تنقلُ فيه عن تلغراف لصحيفة "The Daily Express" خبرَ إجراء أول اتصال هاتفي بين إمارة شرق الأردن ومصر؛ حيت تهاتف سموُّ الأمير عبدِالله بنِ الحسين ووزير المواصلات المصري، فغلبَ على حوارهما تسليطُ الأمير عبدالله الضَّوءَ على التفاعلات الثقافيَّة التاريخيَّة بين الأردن؛ بلاد الشام ومهد الديانات السماويَّة من جهة،  ومصر؛ بلاد النيل وموطن الحضارة الفرعونيَّة من جهة أُخرى.
وقيَّمَ سموُّهُ في الاتصال الهاتفي حالةَ الربط الهاتفي بين دول المنطقة، التي رغم توسُّعها جغرافيًّا فإنَّها لا تزالُ "غيرَ مُرضية" بالمقارنة مع أنظمة الهواتف الحديثة في ذلك الحين.
ومنذ أول اتصال هاتفي بين الإمارة ومصر لا تزال الدولتان الشقيقتان تحرصان على مزيد من التشبيك عبر مشاريع الربط المشترك، ككيبلات الإنترنت تحت البحريَّة، وتبادل البضائع والخدمات، وحركة الأفراد. ولعلَّ مشروع الشام الجديد يقدِّمُ دلالةً على درجة التعاون التي وصلت إليها علاقةُ الدولتين؛ فهذا المشروع يهدفُ إلى ربط مصر جغرافيًّا مع بلاد الشام والعراق ضمن تصوُّر شمولي لبناء تكامل عربي إقليمي تنموي يهدفُ إلى معالجة الأزمات والتحديات بشكل مشترك. 

وإذ يعيدُ مركزُ التوثيق الملكي الأردني الهاشمي نشرَ خبر أول اتصال هاتفي بين الإمارة ومصر فإنه يستحضرُ التواصلَ العابرَ للأزمنة بين كلا النطاقين الجغرافيين بما زخرا به من حضارات وثقافات، وهذا الإرثُ التاريخيُّ من التفاعلات يشكِّلُ الأساسَ لعلاقات طبيعيَّة حرصت القياداتُ السياسيَّة في كلا البلدين على توطيدها وتعزيزها وتجاوز مفاصل أزماتها.
وتقف هذه العلاقات اليوم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام امتحان جيوسياسي صعب بسبب غياب الأفق الحقيقي للتوصل إلى حل سياسي لحل القضية الفلسطينية، وهو ما تواجه الدولتان بمزيد من التنسيق والتشاور لتوحيد وجهات النظر في سبيل الدعم المشترك للحق الفلسطيني ورفض التهجير القسري والمبطن من غزة والضفة الغربية.

شارك الخبر